وغيرها في الجاهلية وأجاد في هذه الصناعة وطب بأرض فارس وحصل له بذلك مال كثير وشهد من رآه ببلد فارس بعلمه وشاع اسمه بينهم ثم رجع إلى بلاده واشتهر طبه بين العرب وأدرك الإسلام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من كانت به علة أن يأتيه فيستوصفه ه وقال ابن القيم في الهدى النبوي عن الحارث المذكور أنه طبيب العرب بل أطبهم وكان فيهم كابقراط في قومه ه وأخرج ابن منده من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال مرض سعد فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأرجو أن يشفيك الله ثم قال للحارث بن كلدة عالج سعدا قال ابن سعد لا يصح إسلام الحرث قال ابن عبد البر في الاستيعاب فدل ذلك على أنه جائز أن يشاور أهل الكفر في الطب إذا كانوا من أهله ه ونقله الحافظ المنذري في اختصار السنن والوزير أبو الحسن بن يوسف القفطي في أخبار الحكماء وابن خلكان في وفيات الأعيان وابن باديس في شرح المختصر والخزاعي هنا وجماعة من الأيمة وأقروه قال الحافظ في الإصابة وهذا يدل على جواز الاستعانة بأهل الذمة في الطب ه وقد نقل عبارة الإصابة هذه النور علي الشبراملسي في حواشي المواهب بواسطة شيخه الشمس الشوبري الشافعي ولكن عقبها بما نصه أقول وفيه أنه مناف لما نص عليه الأيمة أنه لا يجوز التطبب بأهل الذمة إلا أن يقال المنهي عنه تقليدهم في ذكر الدواء والعمل به وها هنا وقع الوصف من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما طلب الاستعانة به في تركيبه ه وفي مسند أحمد ما هو كالصريح في الباب وهو ما خرجه عن عروة بن الزبير عن خالته عائشة الصديقية