من الله علي بأن تيسر لي تحقيق المد النبوي والدرهم السني فالوجه الأول مختبرا بالوجه الثاني فصح أما المد فسألت شيخنا سيدي عبد القادر بن علي الفاسي هل يوجد مد اليوم محقق على المد النبوي فقال لي لم أر في ذلك أمثل من المد الموجود عند أمين القبابين بفاس وقد اجتهد سيدي أحمد بن علي السوسي على أن يستخرج ذلك من أقوال العلماء فآل الأمر إلى أن رجع إلى هذا المد وقاس عليه مدا كان عنده وعدل عليه ثم أتيت بذلك المد بعينه وبالذي قاسه عليه سيدي أحمد السوسي فقست عليهما مدا صنع لي هناك من نحاس فماثلهما والمد المقيس عليه صنع بعد الستمائة من الهجرة وفيه مكتوب سنده إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه والسند مكتوب عندي في محل آخر ه كلامه وقال أبو السعود الفاسي في إملاءاته على الصحيح في كتاب الكفارات مده صلى الله عليه وسلم الذي فيه رطل وثلث أعظم بركة من مد هشام الذي فيه ثمانية أرطال فقوله بمده يعني مد المدينة وهو المد النبوي والذي بالقبابين بفاس عدل بالقيروان وفيه مكتوب سنده وأنه وضعه فلان على مد فلان إلى زيد بن ثابت وهو ضرب على المد النبوي فمن أراد أن يخرج فليخرج به وعليه وضع سيدي أحمد بن علي لما لم يتحقق له شيء وزنا ولا كيلا مما قاله الفقهاء ه وبعده في القرن الثاني عشر قال العلامة مؤرخ فاس أبو عبد الله محمد بن الطيب القادري الحسني في شرحه على المرشد المعين أثر كلام القباب السابق ما نصه ورأيت في بعض التآليف ما يدل على أنه استمر كذلك إلى المائة العاشرة ثم زيد فيه وبلغت زيادته إلى أن صار ثلاثة آصع في كل مد بتقريب وعليه