فرحا بليغا وقال علي بهما فقلت لصاحبي أخرجهما من حوائجنا فأخرجهما فلما نظر إليهما ضحك كالمستهزء وقال ورب الكعبة ما جئت بمده ولا بصاعه صلى الله عليه وسلم ولقد غلطوا فيهما غلطا فاحشا وكنت إذ ذاك معتقدا في فاس وأهلها فقلت اتق الله أيها السيد كيف تنسب الغلط إلى مدينة الإسلام والمسلمين وهذا طبع فيها وقد جعل العالم النحرير على النجارين فلا يبيعون صاعا ولا مدا حتى ينزل طابعه فيه بعد امتحانه فقال لي رد إلي رد إلي بالك مثار غلطهم أنهم اعتمدوا قول الفقهاء في الموزون رطل وثلث فوزنوها من الأشياء الخفيفة أرأيت لو وزنوها من التين لكان أكبر وأكبر فظهر لي صحة قوله فرجعت إلى طلب التحقيق فاعتمدت فيما ذكرت على ما ذكره ابن راشد القفصي والصاع الذي جئت به من فاس في ملئه ثمانية عشر قبضة ملئي هذا هو اثنتي عشر قبضة بينهما مقدار الثلث فمن أراد الاحتياط فليخرج زكاة الفطر بالأكبر ويعتبر بلوغ النصاب بالأصغر ه ونحوه في ترجمة المجدالي المذكور في طبقات أبي عبد الله الحضيكي السوسي ولكن التمنرتي المذكور وهو من أهل القرن الحادي عشر بعد ما نقل الجواب المذكور متعقبا ومشنعا على أهل فاس بما لا يخلو عن شدة وجفوة لدى باب الأسانيد والمسلسلات من فهرسته المذكورة أثبت سند مد النبي صلى الله عليه وسلم معتمدا فيه وراجعا في عياره إلى عيار أعلام فاس كاليسيتي وغيره فقال ضربت مدي على مد شيخنا الإمام القدوة أبي زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم وضرب مده على مد الفقيه أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمان اليسيتي بفاس المحروسة سنة 990 وضرب