والمد رطل وثلث وهذا الصاع هو كيل مدينة فاس في وقتنا هذا ه بحروفه وهو من أهل المائة الثامنة ونقله عنه أيضا المواق في شرح المختصر والتفجروتي في تنبيه الغافل وابن الطيب في شرح المرشد وأقروه وبعد القباب قال الإمام نادرة المغرب أبو عبد الله ابن غازي في حواشي الصحيح على قوله صلى الله عليه وسلم داعيا للمدينة وأهلها اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم ما نصه من نعم الله على أهل مدينة فاس أن هذا المعيار النبوي المبارك هو الجاري عندهم ولا يخفى ظهور بركته إلا على من أعمى الله بصيرته ه وهو من أهل المائة العاشرة مات سنة 919 ووجدت العلامة المسند الضابط أبا زيد التمنرتي في فهرسته المعروفة بالفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة لما ترجم لأشياخ شيخه الصالح الرئيس أبي محمد عبد الله بن المبارك الأقاوي وعد منهم الفقيه الصالح أحمد بن عبد الرحمان المجدالي أنه سئل عن مد النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب مبلغ علمنا وآخر نظرنا مع طول بحثنا أن من أراد معرفته تحقيقا ومعرفة مقداره عيانا فليعد من حبوب الشعير الوسط المقطوعات الأطراف أربعة وثلاثين ألف حبة وأربعمائة حبة وست حبات وخمسين حبة ثم يمتحن ويختبر بها الآصع فما ملا منها من غير رزم ولا تحريك فهو صاع النبي صلى الله عليه وسلم بلا مرية ولا تشكيك إلى أن قال وإنما ألجأني إلى هذا العمل إني لما جئت من فاس المحروسة بالمد والصاع وبنصفه لقيت شيخنا الفقيه الجليل أبا علي الحسن بن عثمان بن عبد الله التاملي فقال لي هلا أتيتنا من فاس بصاع النبي صلى الله عليه وسلم وبمده فقلت له قد أتيت بهما وبالنصف ففرح بذلك