الظلمة الفسقة فأقصر مجلسه وعامله معاملة الرغبة فقد عرض نفسه وماله للبلاء فإن أوذي ولم يصبر فقد خسر الدنيا والآخرة وقد قيل دارهم ما دمت في دارهم وحيهم ما دمت في حيهم ه وقال صلى الله عليه وسلم بعثت نبيا مداريا ولهذا كان كثير من أكابر السلف المعروفين بمزيد الورع يقبلون جوائز الأمراء المظهرين للجور ويظهرون لهم البشاشة حفظا للدين ورفقا بالمسلمين ورحمة بذلك الظالم المبتلى المتكبر وهكذا كان أسلوب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع المؤلفة قلوبهم وقد غلط في هذا الباب كثير غفلة عن معرفة تدبير الله ورسوله والجمود على ظاهر ( ومن يهن الله فما له من مكرم ) وما دروا أن السنة شرحت ذلك وبينته أحسن البيان بموضع طلب إهانة الفاسق والكافر للأمن من حصول مفسدة والحاصل أن الكامل إنما يكرم لله أو يهين لله ولهذا قال بعض العارفين ينبغي للفقير أن يكرم كل وارد عليه من الولاة فإن أحدهم لم يزر الفقير حتى خلع عنه كبرياءه وراء نفسه دونه وإلا لما أتاه مع كونه من رعاياه قال فمن أتانا فقيرا حقيرا أكرمناه كائنا من كان وإن كان ظالما فنحن ظالمون أنفسنا بالمعاصي وغيرها ولو بسوء الظن فظالم قام لظالم وأكرمه وقد كان المصطفى يتواضع لأكابر كفار قريش ويكرمهم ويرفع منزلتهم لأنهم مظاهر العزة الإلهية وريئ بعض الأولياء في النوم وعليه حلة خضراء والأنبياء والأولياء واقفون بين يديه فاستشكل ذلك الرائي فقصه على بعضهم فقال لا تنكره فإن تأدبهم مع من ألبسه الخلعة لامعه ألا ترى أن السلطان إذا خلع على بعض غلمانه ركب أكابر الدولة في خدمته ه منه ص 37 . وفي الإكليل على