الحربية مجراها أو السلم والصلح أو الهدنة كان صلى الله عليه وسلم يتألف كبار المشركين والكفار ويلين لهم القول ويظهر لهم إذا قدموا عليه مزيد الاعتبار إيلافا لهم وليعرفوا خلقه وناهيك بقصة عبس وتولى المتقدمة وفي بدائع الفوائد للحافظ ابن القيم أن الإمام أحمد سئل هل يكني الرجل أهل الذمة فقال قد كنى النبي صلى الله عليه وسلم أسقف نجران وعمر فقال يا أبا حسان لا بأس به وكان يأمر الصحابة بذلك أيضا قال المناوي في شرحه الكبير على الجامع الصغير لدى حديث إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه المخرج في ابن ماجة والبزار والطبراني وابن عدي والبيهقي والحاكم عن عدة من الصحابة ما نصه إذا أتاكم كريم قوم أي رئيسهم المعظم فيهم المعود منهم بإكبار الإعظام وإكثار الاحترام فأكرموه برفع مجلسه وإجزال عطيته ونحو ذلك مما يليق به لأن الله عوده ذلك منه ابتلاء له فمن استعمل معه غيره فقد استهان به وجفاه وأفسد عليه دينه فإن ذلك يورث في قلبه الغل والحقد والبغضاء والعداوة وذلك يجر إلى سفك الدماء وفي إكرامه اتقاء شره وإبقاء دينه فإنه قد تعزز بدنياه وتكبر وتاه وعظم في نفسه فإذا أحقرته فقد أهلكته من حيث الدين والدنيا وبه عرف أنه ليس المراد كريم القوم عالمهم أو صالحهم كما وهم البعض ألا ترى أنه لم ينسبه في الحديث إلى علم ولا دين ومن هذا السياق انكشف أن استثناء الكافر والفاسق كما وقع لبعضهم منشؤه الغفلة عما تقرر من أن الإكرام منوط بخوف محذور ديني أو دنيوي أو تكون ضرر للفاعل أو المفعول معه فمتى خيف شيء من ذلك شرع إكرامه بل يجب فمن قدم عليه بعض الولاة