البحر لما أتاه قسطنطين بن هرقل عام 34 في ألف مركب يريد الإسكندرية فسار عبد الله في مائتي مركب أو يزيدون شيئا وحاربه فكانت وقعة ذات الصوار فهزم قسطنطين وقتل جنده وأغزى معاوية عقبة بن عامر الجهني في البحر وأمره أن يتوجه إلى رودس فأتى إليها وقد ذكر شيخنا ولي الدين ابن خلدون تعليل امتناع المسلمين من ركوب البحر للغزو في أول الأمر أن العرب لم يكونوا أول الأمر مهرة في ثقافته وركوبه فلما استقر الملك للعرب وشمخ سلطانهم وصارت أمم العجم خولا لهم وتحت أيديهم وتقرب كل ذي صنعة إليهم تاقت أنفسهم إلى الجهاد فيه وأنشأوا السفن وشحنوا الأساطيل بالرجال والسلاح وأمطوها العساكر والمقاتلة لمن وراء البحر من أمم الكفر واختصوا لذلك من ممالكهم وثغورهم ما كان أقرب إلى هذا البحر وعلى ضفته مثل الشام وإفريقية والمغرب والأندلس ه بخ وقال الشيخ أبو راس المعسكري في الحلل السندسية على قوله صلى الله عليه وسلم لام حرام أنت من الأولين أي وهم من الآخرين وهم الذين ركبوا لغزو الأندلس مثل طريف وطارق بن زياد ويوسف بن تاشفين وابنه علي وعبد المؤمن بن علي وابنه وابن ابنه ويعقوب بن عبد الحق فقد أعطي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم ه وقال الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالته التي ذكر فيها فضائل علماء الأندلس لو لم يكن لأندلسنا إلا ما رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر به ووصف أسلافنا المجاهدين فيه بصفات الملوك على الأسرة في الحديث الذي رويناه من طريق أنس بن مالك أن خالته أم حرام حدثته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها بذلك لكفى