وإذا اجتمعا فمعاوية الأمير فلما بلغا رأس مغزاهما أرسل معاوية إلى عمرو أن يأتيه فأبى فأرسل يعزم عليه فقال عمرو أنا أعزم على نفسي أن لا آتيك فقال معاوية ادن مني على شاطئي البحر فأتى عمرو على قوس فكلمه ما شاء الله فقال له معاوية أفشأت أنت فقال قافلون قال ابن رشد في البيان والتحصيل وقع هذا في موطأ ابن وهب وإنما لم يأت عمرو معاوية إذ عزم عليه في الإتيان إليه من أجل أنه من حيث لم يجعل له عليه عثمان أمرا ولعله قد كانت له في الإتيان إليه مشقة ولما سأله أن يدنو منه أجابه لذلك لخفة الأمر ه وفي الخطط للمقريزي لم يكن البحر يركب للغزو في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وعمر وأول من ركب البحر للغزو العلاء بن الحضرمي وكان على البحرين من قبل أبي بكر وعمر فأحب أن يؤثر في الأعاجم أثرا يعز الله به الإسلام على يديه فندب أهل البحرين إلى فارس فبادروا إلى ذلك وفرقهم أجنادا على أحدهم الجارود بن المعلى وعلى الثاني سوار بن همام وعلى الثالث خليد بن المنذر بن ساوى وجعل على عامة الناس خليدا فحملهم في البحر إلى فارس بغير إذن عمر بن الخطاب وكان عمر لا يأذن لأحد في ركوب البحر غازيا كراهية للتغرير بجنده فلما فتح الله الشام ألح معاوية بن أبي سفيان وهو يومئذ على جند دمشق والأردن على عمر في ركوب البحر ثم لما كانت خلافة عثمان غزا المسلمون في البحر وكان أول من غزا فيه معاوية بن أبي سفيان واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الخاسيي خليفة بني فزارة فغزا خمسين غزوة من بين شاتية وصائفة في البر والبحر ولم يركب فيه وغزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى