المصافحة للعلامة الصالح أبي العباس أحمد بن علي البوسعيدي أخبرني سيدي علي بن بلقاسم البطيوي قال بلغنا أن الشيخ ابن غازي قد عين بعض أصحابه أن يكتب له كل ما جرى في البلد وما قال وقيل من خميس إلى خميس فيطالع ذلك ويكون ذلك يوم الخميس الذي تفرغ فيه من التدريس فحمل هذا من الشيخ ابن غازي على معرفة الزمان وأهله المأذون فيه أو المكلف به لما تقرر أن من لم يعرف الزمان لخ كلامه ومن خط مؤلفها نقلت وفي المحاضرات للشيخ أبي علي اليوسي أن الأمير محمد الحاج الدلائي حدثه عن الحافظ أبي العباس المقري أنه كان يوم مقامه بمصر قد اتخذ رجلا بنفقته وكسوته وما يحتاج على أن يكون كلما أصبح ذهب يخترق البلد أسواقا ومساجد ورحابا وازقة وكلما رأى من أمر وقع أو سمع يقصه عليه في الليل ه ( قلت ) لا شك أن ابن غازي والمقري لو ظهرت الجرائد في أيامهما لكانا أول المشتركين فيها وكان الاشتراك عليهما في عشرة من الجرائد يومية مثلا أهون من صائر الرجل المذكور وتوابعه والله أعلم وفي الدرر المرصعة في صلحاء ذرعة لأبي عبد الله محمد المكي بن موسى الناصري في ترجمة الإمام السني القدوة أبي العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي عن بعض تلاميذه قال كان الشيخ كثير السؤال والفحص عن أحوال الناس وماجرياتهم في الأقطار والمدائن وكان يسألني عن ذلك كثيرا قال فقلت مرة في نفسي ما للشيخ وما للأخبار لو اشتغل بصلاته وصيامه وسبحته كان أحسن له من هذا قال فلقني بعد ذلك بقريب وقال لي المؤمن يسأل عن إخوانه المسلمين وعن أحوالهم فمن كان في خير دعا له بالزيادة والهناء ومن كان