استعمل سعيد بن العاص بعد الفتح على سوق مكة واستعمل عمر على سوق المدينة ه وبذلك تعلم ما في قول القلقشندي في صبح الأعشى أول من قام بهذا الأمر يعني الحسبة وصنع الدرة عمر بن الخطاب في خلافته ه من ص 452 من ج 5 فإن كان مراده الأولية في كل منهما مع التقييد بمدة خلافة عمر فلا إشكال أنه تقصير لأن عمر كان يحمل الدرة في العهد النبوي كما أن تكليفه بالسوق كان في زمنه عليه السلام كما كلف غيره بذلك إذ ذاك وفي كشف الظنون علم الاحتساب علم باحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد من معاملاتهم اللاتي لا يتم التمدن بدونها من حيث إجراؤها على القانون المعدل بحيث يتم التراضي بين المتعاملين وعن سياسة العباد بنهي المنكر وأمر بالمعروف بحيث لا يؤدي إلى مشاجرات وتفاخر بين العباد بحيث ما رآه الخليفة من الزجر والمنع ومباديه بعضها فقهي وبعضها أمور استحسانية ناشئة من رأي الخليفة والغرض منه تحصيل الملكة في تلك الأمور وفائدته إجراء أمور المدن في المجاري على الوجه الأتم وهذا أدق العلوم ولا يدركه إلا من له فهم ثاقب وحدس صائب إذ الأشخاص والأزمان والأحوال ليست على وثيرة واحدة بل لا بد لكل واحد من الأزمان والأحوال سياسة خاصة وذلك من أصعب الأمور فلذلك لا يليق بمنصبها إلا من له قوة قدسية مجردة عن الهوى كعمر بن الخطاب كان عالما في هذا الشأن كذا في موضوع لطف الله ه وفيه عدة تآليف ذكرت في حروفها من كشف الظنون فانظره ( مهمة ) يعوز كثير من العلماء تحرير القول في الدرة التي كان سيدنا عمر يحملها ويضرب