قاضيا وجده يقضي في المسجد فقال له ألم تسمع قوله تعالى ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) ولكن هذا يخالف ما روي من استحباب مالك الجلوس للقاضي في المسجد ليتوصل إليه القوي والضعيف والصغير والكبير ه وقال في المدونة القضاء في المسجد من الأمر القديم وهو الحق والصواب قال مالك لأنه يرضى فيه بالدون من المجلس وهو أقرب على الناس في شهودهم ويصل إليه الضعيف والمرأة نقله ابن فرحون في تبصرته وفيها أيضا عن ابن حبيب أحب إلي أن يجلس في رحاب المسجد اللاصقة به من غير تضييق بالجلوس في غيرها وما كان من مضى يجلسون إلا في رحاب المسجد خارجا عنه أما عند مواضع الجنائز يريد بالمدينة المنورة وهو الآن الموضع المعروف بمصلى الجنائز خارج باب جبريل وأما في رحبة دار مروان وهي التي تسمى رحبة القضاة وقد جعل ذلك في هذا الوقت ميضاة وهي على باب السلام قال ابن أبي زيد واحتج بعض أصحابنا في قضاة المسجد بقوله تعالى ( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ) فدل على أن حكم الحكومة وقعت عنده في مسجده وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قضي في المسجد وفيها أيضا عن تنبيه الحكام لابن المناصف يكره للقاضي الجلوس في داره وقد أنكره عمر بن الخطاب على أبي موسى الأشعري وأمر بإضرام داره عليه نارا فدعا واستقال ولم يعد إلى ذلك ه وفي تاريخ ابن عساكر عن أبي صالح مولى العباس قال أرسلني العباس إلى عثمان ادعوه فأتيته في دار القضاء قال بعضهم إذا صح هذا يكون عثمان هو أول من