الوفد سألهم عن حالهم وأسعارهم وعمن يعرف من أهل البلاد وعن أميرهم هل يدخل عليه الضعيف وهل يعود المرضى فإن قالوا نعم حمد الله وإن قالوا لا كتب إليه أن أقبل وفيه أيضا كان عمر بن الخطاب يأمر إذا قدم عليه العمال أن يدخلوا نهارا ولا يدخلوا ليلا كي لا يحتجبوا شيئا من الأموال وعزى العقباني في تحفة الناظر لجامع الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يذهب إلى العوالي كل يوم سبت فإذا وجد العبد في عمل ثقيل لا يطيقه وضع عنه منه بقدر ما يظهر له وفي العتبية قال مالك إن عمر بن الخطاب مر بحمار عليه لبن فوضع عنه طوبتين فأتت سيدته لعمر فقالت يا عمر مالك ولحماري ألك عليه سلطان قال فما يقعدني في هذا الموضع ثم ذكر القصة في خروجه إلى الحوائط بالعوالي قال ابن رشد المعنى في هذا بين لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته وقد قال عمر في هذا لو مات جمل بشاطئ الفرات ضياعا لخشيت أن يسألني الله عنه ه من البيان والتحصيل وبذلك كله تعلم ما في الخطط للمقريزي أول من نظر في المظالم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأول من أفرد للظلامات يوما يتصفح قصص المتظلمين من غير مباشرة النظر عبد الملك بن مروان ثم زاد الجور فكان عمر بن عبد العزيز أول من ندب نفسه للنظر في المظالم فردها ثم جلس لها خلفاء بني العباس ه وتعلم أيضا ما في قول النويري في نهاية الأرب لم ينتدب أحد من الخلفاء للمظالم وإنما كانت المنازعات تجري بين الناس فيفصلها حكم القضاة ه فإنهم غفلوا جميعا عن سيرة المصطفى وعمر وبذلك كله تعلم