من استقضى أحد من الخلفاء الأربعة قال وهذا عندنا محمول على حضرتهم لا على من نشأ عنهم وأمروا عليهم من أعمالهم غيرهم لأن استقضاء عمر لشريح على الكوفة أشهر عند علمائها من كل شهرة وحجة ه منه ولما وقع في العتبية عن مالك ما استقضى أبو بكر ولا عمر ولا عثمان قاضيا وما كان ينظر في أمور الناس غيرهم كتب عليها ابن رشد هذا أصل ما تقدم أن أول من استقضى معاوية يريد أنه أول من استقضى في موضعه الذي كان فيه لاشتغاله بما هو سوى ذلك من أمور المسلمين كبعث البعوث وسد الثغور وفرض العطاء فقد ولي عمر بن الخطاب على قضاء البصرة أبا شريح الحنفي وولى كعب بن سور اللقيطي فلم يزل قاضيا حتى قتل عمر وولى شريحا قضاء الكوفة يدل على صحة ما تأولناه إذ لا يصح أن ينظروا بأنفسهم إلا في مواضعهم لا فيما بعد من البلاد ه منه وفي فتح الباري أن البيهقي خرج بسند قوي أن أبا بكر لما ولي الخلافة ولي عمر القضاء قال وبسند آخر قوي أن عمر استعمل عبد الله بن مسعود على القضاء وكتب عمر إلى عماله استعملوا صالحيكم على القضاء واكفوهم قال وبسند آخر لين أن معاوية سأل أبا الدرداء وكان يقضي بدمشق من لهذا الأمر بعدك فقال فضالة بن عبيد قال وهؤلاء من أكابر الصحابة وفضلائهم ه انظر باب أجر من قضى بالحكمة من كتاب الأحكام وفي المدونة قال مالك وليس علم القضاء كغيره من العلوم ولم يكن بهذا البلد اعلم بالقضاء من أبي بكر بن عبد الرحمان وكان قد أخذ شيئا من علم القضاء عن أبان بن عثمان وأخذ ذلك أبان من أبيه عثمان ه . ( ز قلت )