وسلم لها في حياته علي بن أبي طالب حين بعثه إلى اليمن وقدم النبي صلى الله عليه وسلم غيره من ولاته ه منها وقد قال القرافي في الفروق يقدم في القضاء من هو أعرف بالأحكام الشرعية وأشد تفطنا لحجج الخصوم وخدعهم وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم أقضاكم علي أي هو أشد تفطنا لحجج الخصوم وخدع المتحاكمين وبه يظهر الجمع بينه وبين قوله صلى الله عليه وسلم أعلمكم بالحلال والحرام معاذ وإذا كان معاذ أعرف بالحلال والحرام كان أقضى الناس غير أن القضاء لما كان يرجع إلى معرفة الحجج والتفطن لها كان أمرا زائدا على معرفة الحلال والحرام فقد يكون الإنسان شديد المعرفة بالحلال والحرام وهو يخدع بأيسر الشبهات فالقضاء عبارة عن هذا التفطن ه ومنهم معاذ بن جبل بعثه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الاستيعاب إلى الجند يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وجعل له قبض الصدقات من العمال الذين باليمن وذلك عام فتح مكة ( ز قلت ) أخرج الطبراني قال الشامي برجال الصحيح عن مسروق قال كان أصحاب القضاء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستا عمر وعليا وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبا موسى الأشعري وأخرج أحمد والحاكم عن معقل بن يسار أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقضي قال إن الله مع القاضي ما لم يحف عمدا وجاءه صلى الله عليه وسلم خصمان فقال لعمر اقض بينهما وكذا قال لعقبة في خصمين جائه اقض بينهما رواه أحمد وغيره وفي ترجمة معاذ بن جبل من الاستبصار لابن