بني سليم يدعى ابن الليتية خرج مسلم عن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد على صدقات بني سليم يدعى ابن الليتية فلما جاء حاسبه فقال هذا مالكم وهذا هدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا جلست في بيت أبيك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ثم خطب صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل فيأتيني فيقول هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا والله لا يأخذ أحد منكم منها شيئا بغير حقه إلا لقي الله عز وجل يحمله يوم القيامة الحديث . ( ز قلت ) وفي الطرق الحكمية في السياسة الشرعية لابن القيم ص 227 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستوفي الحساب على عماله يحاسبهم على المستخرج والمصروف كما في الصحيحين عن أبي حميد الساعدي ثم ذكر قصة ابن الليتية المذكورة فأغفل الخزاعي عزوها للبخاري وهي فيه ترجم عليها في كتاب الأحكام بقوله باب محاسبة الإمام عماله وخرجه أيضا مستوفى في باب هدايا العمال انظرهما وقد كان الخلفاء بعده صلى الله عليه وسلم على طريقته في ذلك قال ابن قتيبة في عيون الأخبار قدم معاذ من اليمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر فقال أرفع حسابك فقال له أحسابان حساب الله وحساب عنكم والله لا ألي لكم عملا أبدا وفي الاكتفاء للكلاعي كان عمر في كل سنة ملازما للحج في سني خلافته كلها وكان من سيرته أن يأخذ عماله لموافاته لكل سنة في موسم الحج ليحجزهم بذلك