وقاص وكان يعلم الكتاب بالمدينة فربما يقال كان يعلم في الكتاب لغة أجنبية أما العربية مثلا أو القرآن فمن المحال أن يحتاجوا في تعلمها إذ ذاك لنصراني فليتأمل ومن أحسن ما يذكر في هذا الباب ما رأيته في تفسير الشيخ محمد نووي الجاوي المكي المسمى مراح لبيد في كشف معنى قرآن مجيد على قوله تعال عن يوسف ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) قال عليم بوجوه التصرف في الأموال وبجميع السن الغرباء الذين يأتوني ه منه ص 403 ، وقد ترجم البخاري في الصحيح باب من تكلم بالفارسية والرطانة قال في الفجر الساطع أي الكلام الغير العربي فهو من عطف الأعم أي جواز ذلك عند الحاجة إليه كما دلت عليه الآيتان وأشار إلي ضعف ما ورد من الأحاديث في كراهة الكلام بالفارسية ووجه إدخال هذه الترجمة في الجهاد أن ذلك يحتاج إليه المسلمون مع رسل العجم وأمرائهم ه ومن أغرب ما يتعين ذكره في هذا الباب ما قرأته في مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي حين تكلم على موالي عبد الله بن الزبير قال قال هشام كان له مائة غلام كل غلام يتكلم بلغة وكان ابن الزبير يكلم كل أحد بلغته ه من تاريخ الخلفاء للحافظ السيوطي عزو ما ذكر لابن عساكر عن عمر بن قيس أنظره فهذا أعجب ما سمعت في معرفة اللغات وتعدادها عن الصحابة وتابعيهم وقد جاء أنه كان لوالد ابن الزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فلا يستغرب مثل هذا القدر عن ابنه لأنه لا أجل من بيتهم في الإسلام بعد الهاشميين وراجع تأليف ابن خالنا العلامة المحدث أبي عبد الله بن جعفر الكتاني