تكلموا بها بحضرة من لا يفهمها فيكون من تناجي الاثنين دون واحد وقد كره ذلك قال الشيخ أبو الحسن عليها والتأويل الآخر أسد وأما الأول فلما أكرهه هل لأنها من اللغو الذي تنزه المساجد عنه ه وكأنه توقف في ذلك وقال في التوضيح إنما كرهها في المساجد لأن مالكا كره أن يتكلم في المساجد بألسنة العجم وإليه ذهب ابن يونس ه وفي المدخل لابن الحاج قد كره مالك ما هو أخف من هذا يعني الأكل في المسجد وهو التكلم بغير لسان العرب سيما لمن يحسن العربية ه ( قلت ) فظهر أن نهي عمر وكراهة مالك التكلم برطانة العجم لمن في المسجد لا في غيره أو حتى في غيره بالنسبة لمن لم تدعه لها ضرورة أو كان تعليمه لللغة الأجنبية مع ازدرائه للغته وآدابها وعلومها هذا مع اعترافنا اليوم بأن لغات العجم صارت اليوم مفتاح العلوم الكونية التي أصبحت ضرورية لمجارات العجم والترقي بين الأمم وصارت أيضا مفتاحا للتعارف الذي أصبح ضروريا للعيش وأمن الإنسان على حقوقه حين الاختلاط وللشيخ صفي الدين الحلي وهو ممن كان يحفظ عدة لغات : بقدر لغات المرء يكثر نفعه * وتلك له عند الملمات أعوان فبادر إلى حفظ اللغات مسارعا * فكل لسان في الحقيقة إنسان نسبهما له صاحب الجوهر المحسوس في ترجمة شارح القاموس ومن أغرب ما يذكر في هذا الباب ما وجدته في طبقات ابن سعد من أن جفنة النصراني أحد المشاركين لغلام المغيرة في قتل سيدنا عمر كان ظئرا لسعد بن أبي