من حسنات العصر وهو كتاب من حضرة سيد الأنبياء أرسله إلى بعض ملوك الأعراب بخط أحد الصحابة وفي آخره ختمه صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله إلا أنه لتقادم العصور وتكرر الدهور لا تكاد تبين خطوط تلك السطور إلا بإمعان النظر وتحقيق ولذلك كتبوا صورة ما فيه بالخط العربي المبين المعهود في هذا العهد حتى يكون مساعدا للقاري على استبانة حروفه وخطه القديم الكوفي قال وبالجملة فهو أثر من أبدع الآثار التي تورث المجد والافتخار ه ولما كنت زرت دمشق الشام عام 1324 سألت أعلام دمشق عن هذا المكتوب فكلهم استهونوا أمره من جهة النسبة والسند وجزموا بأنه لا وثوق بصحته وبتوصل أصحاب تلك الدار به إذ لا حجة بيدهم على ذلك ( قلت ) وقبل هذا العصر بقرون قال حافظ الشام البرهان الحلبي في نور النبراس حين تكلم على ما كان يوجد بدمشق من الآثار النبوية فائدة الذي بقي من آثاره الشريفة الآن فيما نعرفه كان بقي نعلان بدمشق كل فردة في مكان فلا يدري أين ذهبتا ه ونقله جماعة من الأعلام كالمقري في فتح المتعال والزرقاني في شرح المواهب وغيرهما وأقروه ومن العجيب أن أبا القاسم الزياني قال في رحلته الترجمانة الكبرى في الكلام على دمشق وآثارها توجهت لدار الحديث التي بها النعل الشريف نعله صلى الله عليه وسلم فزرته وقبلته وتبركت به ه وهو غريب فإن المقري مع اعتنائه بالنعال لم يذكر هو ولا غيره من المؤرخين والرحالين هذا المكتوب الدمشقي ولا النعل المذكورة مع تصديه لمثل ذلك في فتح المتعال ولعل الزياني أراد أن يقول زرت المحل الذي كانت به النعال