وهي أن الطرق إذا تعددت دلت على أن للحديث أصلا ثابتا وهي قاعدة مؤسسة في المصطلح والأصول والفقه منعت القول بوضعه وفي التعقبات على الموضوعات ما نصه المنكر والمتروك إذا تعددت طرقه ارتقى إلى درجة الضعيف والغريب بل ربما يرتقي إلى الحسن ه وهذا هو الذي يدل عليه جزم شروح الجامع الصغير كالمناوي والعزيزي بندب تتريب الكتاب عند كلامهم على هذا الحديث لأن الندب من الأحكام الشرعية التي لا تؤخذ ولا يستدل لها إلا بالصحيح أو الحسن فهو على هذا حسن عندهما لمجموع طرقه وإن كان ضعيفا بالنظر إلى بعض الطرق فكأن ما ذكر من تعدد طرقه هو مستند الحافظ البغوي في ذكره هذا الحديث من الحسان في كتابه من المصابيح وأما ما يتعلق به من جهة معناه ولفظه فقال العلقمي في الكوكب المنير فليتربه بلام الأمر وضم التحتية وسكون المثناة الفوقية وكسر الراء الخفيفة وسكون الموحدة ه وقال الحفني قوله فليتربه بالتخفيف من أترب ونحو ترب يترب كضرب يضرب وترب يترب بالضم بالغ في الترب لكن الذي ضبطه المحدثون الأول لأن المبالغة ليست مرادة وكونه من باب ضرب لغة ه وقال ابن سلطان في شرح المشكاة على قوله فليتربه بتشديد الراء ه وفي النهاية فليتربه أي فليجعل عليه التراب ه وقال الطيبي أي ليسقطه على التراب اعتمادا على الحق سبحانه في إيصاله إلى المقصود ه وعليهما اقتصر المناوي في التيسير مصدرا بالأول وزاد العلقمي ما نصه وقيل معناه فليخاطب الكاتب خطابا على غاية التواضع والمراد بالتتريب المبالغة في التواضع في الخطاب ه وقد حكي هذه الأقوال