فإن الداء أكثر ما تراه * يكون من الطعام أو الشراب ) ه منه ص 268 من الجزء الرابع ، وقال الشهاب الخفاجي في شرح الشفا على الحديث المذكور ما نصه في قوله صلى الله عليه وسلم صحة ما يدل على أن الدعاء به بعد الشرب سنة لا بدعة ه ثم وجه بما سبق عن الزرقاني وأنشد البيت المذكور أيضا وفي حاشية النور على الشبراملسي على المواهب على قوله صحة أيضا يؤخذ منه أن قول صحة سنة وينبغي أن يكون مثل الشرب الأكل ه وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن الحاج العبدري المالكي في المدخل قول صحة لمن يفرغ من الشرب وإن كان دعاء حسنا فاتخاذه عند الشرب بدعة فإن قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم أيمن لما أن شربت بوله صحة فهذا ليس فيه حجة فإنه لم يكن ثم ماء يشرب وإنما هو البول وهو إذا شرب عاد بالضرر فقال صلى الله عليه وسلم صحة لينفي عنها ما تتوقعه مما جرت به العادة من بول غيره بخلاف شرب الماء ويدل على ذلك أنه لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم هذا اللفظ في غير هذا الموطن ولا عن أحد من الصحابة والسلف فلم يبق إلا أن يكون بدعة ه وهو وجيه إلا أن آداب الإسلام لا تنافي التهنئة بالشراب والأكل وقول صحة للشارب جرت مجرى الليل والنهار في المغرب الأوسط حتى ربما كنت أستثقل هناك الشراب لأجل تهافتهم على تهنئة الشارب بها من أفواه جميع من حضر وفي الحجاز ومصر يقولون هنيئا مريئا وربما يقام لهم الدليل على ذلك من حكايته سبحانه عن تهنئة أهل الجنة لمن يأكل فيها من الداخلين ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم