في الأيام الخالية وقد رأيت في رحلة عالم المغرب الأوسط الشيخ أبي رأس المعسكري أنه لما دخل إلى فاس حضر وليمة بها فشرب بعض الطلبة بمحضره قال فبادرته بلفظ صحة فضحك مني من حضر حتى قرعت سن الندم ثم قلت ما سندكم في الترك فقالوا تلك عادتنا فقلت تستدلون بنقل على ذلك فقالوا بأجمعهم وأي نقل في هذا فقلت إن شهاب الدين الخفاجي نص على السنة وصاحب المدخل على عكسه وكان الشيخ الطيب بن كيران متكئا ولما سمع النقل استوى كاستواء المأمون لما لحنه النضر بن شميل وقال أيوجد النقل علي ذلك والاختلاف على ما هنالك فقلت نعم وأحلتهم على كلام الشهاب والمدخل قال فاعترفوا بفضلي وبصحة نقلي ه كلامه ملخصا وقد علمت مما سبق أن الزرقاني من محدثي المالكية صرح باستحباب التهنئة وتصريح شيخه النور الشبراملسي الشافعي بالاستحباب فتأيد تصريح الشهاب الخفاجي مع العمل المتوارث بالمشرق وغيره اليوم وفي شرح منظومة الآداب للمحدث السفاريني الحنبلي ذكرهم أي فقهاء الحنابلة أن الحامد أي بعد الأكل يدعى له يدل على أنه يدعى للآكل والشارب بما يناسب الحال والقول بالاستحباب مطلقا هو مقتضى كلام ابن الجوزي ه وهو ملخص من كلام مطول في المسألة للإمام بن مفلح في كتابه الآداب الكبير انظرها ولا بد والله اعلم ثم بعد هذا بمدة وقفت على كلام في الباب للشهاب بن حجر الهيثمي في فتاويه الفقهية لا أجمع منه ولا أجود وهذا سياقه رحمه الله سئل عما اعتيد من قول الإنسان لمن يفزع من شربه صحة ونحو ذلك هل له