ورابعاً : إن أعداء علي « عليه السلام » كثيرون ، ومنهم من حاربه بكل ما قدر عليه ، فلو أنهم وجدوا في هذه القضية ما يوجب أدنى طعن ، أو تحامل عليه لما تركوه ، بل كانوا ملأوا الخافقين في التشنيع عليه بأنه « عليه السلام » قد خالف أمر رسول الله ، وعصاه . ولم نجد أحداً منهم تفوه ببنت شفة حول الأمر أبداً . وخامساً : إن مراجعة النصوص تعطينا : أنها غير متفقة في حكايتها لحقيقة ما جرى . بل في بعضها ما يكذب الرواية المذكورة التي تتهم علياً « عليه السلام » بمخالفته أمر رسول الله له بمحو اسمه الشريف . وملاحظتها بمجموعها تعطينا انطباعاً آخر غير ما توحي به الروايات التي تقدمت في صدر البحث . ويمكن تلخيص القضية على الصورة التالية : إنه لما طلب النبي « صلى الله عليه وآله » من علي « عليه السلام » أن يكتب كلمة رسول الله ، واجهه سهيل بن عمرو بالاعتراض على ذلك . فأثار ذلك حفيظة المسلمين ،