قال : فأخذت الكتاب ، وأدخلته بيت بزّي ، فجعلته في جوف صندوق مقفل ، في جوف قمطر مقفل ، وبيت البزّ ( 1 ) مقفل ، ومفاتيح هذه الأقفال في حجرتي ، فإذا كان الليل فهي تحت رأسي ، وليس يدخل بيت بزّي أحد غيري ، فلمّا حضر الموسم خرجت إلى مكّة ، ومعي جميع ما كتب لي من حوائجه ، فلمّا دخلت عليه ، قال : يا عليّ ! ما فعل الكتاب الصغير الذي كتبت إليك ، وقلت : احتفظ به ؟ قلت : جعلت فداك ! عندي . قال : أين ؟ قلت : في بيت بزّي ، قد أحرزته ، والبيت لا يدخله غيري . قال : يا عليّ ! إذا نظرت إليه ، أليس تعرفه ؟ قلت : بلى ، واللّه ! لو كان بين ألف كتاب لأخرجته . فرفع مصلّى تحته ، فأخرجه إليّ . فقال : قلت : إنّ في البيت صندوق في جوف قمطر مقفل ، وفي جوف القمطر حُقّ مقفل ، وهذه المفاتيح معي في حجرتي بالنهار ، وتحت رأسي بالليل . ثمّ قال : يا عليّ ! احتفظ به ، فلو تعلم ما فيه لضاق ذرعك . قلت : قد وصفت لك ، فما أغنى إحرازي . قال عليّ : فرجعت إلى الكوفة ، والكتاب معي محتفظ به في جبّتي ، فكان الكتاب مدّة حياة عليّ في جبّته ، فلمّا مات جئت أنا ومحمّد ، فلم يكن لنا همّ إلاّ الكتاب ، ففتقنا الجبّة موقع الكتاب فلم نجده ، فعلمنا بعقولنا أنّ الكتب قد صار إليه ، كما صار في المرّة الأولى . ( 2 ) ( 61 ) - إلى عليّ بن أحمد بن أشيم
1 - البزّ : الثياب ، وقيل : ضرب من الثياب ، وقيل : متاع البيت من الثياب خاصّة . لسان العرب : 5 / 312 . 2 - الهداية الكبرى : 267 ، دلائل الإمامة : 341 ح 300 بتفاوت يسير ، المناقب لابن شهر آشوب : 4 / 304 باختصار عن عليّ بن أبي حمزة ، بحار الأنوار : 48 / 78 ضمن ح 100 ، مدينة المعاجز : 6 / 271 ح 2000 ، و 272 ح 1 200 ، إثبات الهداة : 3 / 211 ح 131 قطعة منه .