بذلناه من العطيّة ، وأهل ذلك هو لك ، وبما بذل من نفسي في جهاد العتاة ، وفتح العراق مرّتين ، وتفريق جموع الشيطان بيده ، حتّى قوي الدين ، وخاض نيران الحروب ، ووقانا عذاب السموم بنفسه وأهل بيته ، ومن ساس من أولياء الحقّ ، وأشهدنا اللّه وملائكته ، وخيار خلقه ، وكلّ من أعطانا بيعته ، وصفقة يمينه في هذا اليوم وبعده ، على ما في هذا الكتاب ، وجعلنا اللّه علينا كفيلاً ، وأوجبنا على أنفسنا الوفاء بما اشترطنا ، من غير استثناء بشئ ينقضه في سرّ ولا علانية ، والمؤمنون عند شروطهم ، والعهد فرض مسؤول ، وأولى الناس بالوفاء ، من طلب من الناس الوفاء ، وكان موضعاً للقدرة ، قال اللّه تعالى : ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) . ( 1 ) وكتب الحسن بن سهل توقيع المأمون فيه : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، قد أوجب أمير المؤمنين على نفسه ، جميع ما في هذا الكتاب ، وأشهد اللّه تعالى وجعله عليه داعياً وكفيلاً ، وكتب بخطّه في صفر ، سنة اثنتين ومائتين ، تشريفاً للحباء ، وتوكيداً للشروط . توقيع الرضا ( عليه السلام ) فيه : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ، قد ألزم عليّ بن موسى الرضا نفسه بجميع ما في هذا الكتاب ، على ما أكّد فيه في يومه وغده ، ما دام حيّاً ، وجعل اللّه تعالى عليه داعياً وكفيلاً ، ( وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) ( 2 ) ، وكتب بخطّه في هذا الشهر ، من هذه السنة ، والحمد للّه ربّ العالمين ، وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم ، و ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ( 3 ) ) . ( 4 )
1 - النحل : 16 / 91 . 2 - النساء : 4 / 79 . 3 - آل عمران : 3 / 173 . 4 - عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 154 ح 23 ، بحار الأنوار : 4 / 262 ح 10 قطعة منه ، و 49 / 157 ح 1 بتمامه ، نور الثقلين : 4 / 575 ح 77 قطعة منه .