responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مكاتيب الأئمة نویسنده : الشيخ عبد الله الصالحي النجف آبادي    جلد : 1  صفحه : 218


أفضل من ثوابهم .
فأمّا عذابه فالحزن ، وأمّا ثوابه فالفرح .
وأصل الحزن في الطحال ، وأصل الفرح في الثرب ( 1 ) والكليتين ، وفيهما عرقان موصلان في الوجه ، فمن هناك يظهر الفرح والحزن ، فترى تباشيرهما في الوجه ، وهذه العروق كلّها طرق من العمّال إلى الملك ، ومن الملك إلى العمّال .
وتصديق ذلك : إذا تناول الدواء ، أدّته العروق إلى موضع الداء .
واعلم ( يا أمير المؤمنين ! ) إنّ الجسد بمنزلة الأرض الطيّبة الخراب ، إن تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا تزاد من الماء فتغرق ، ولا تنقص منه فتعطش ، دامت عمارتها ، وكثر ريعها ، وزكا زرعها . وإن تغافلت عنها فسدت ، ونبت فيها العُشب .
والجسد بهذه المنزلة ، والتدبير في الأغذية والأشربة يصلح ويصحّ ، وتزكوا العافية فيه .
كيفيّة الأكل والشرب :
وانظر يا أمير المؤمنين ! ما يوافقك ، وما يوافق معدتك ، ويقوي عليه بدنك ، ويستمرئه من الطعام والشراب ، فقدّره لنفسك ، واجعله غذاك .
واعلم يا أمير المؤمنين ! أنّ كلّ واحدة من هذه الطبائع تحبّ ما يشاكلها ، فاتّخذ ما يشاكل جسدك ، ومن أخذ الطعام زيادة لم يغذه ( 2 ) ، ومن أخذ بقدر لا زيادة عليه ولا نقص ، غذّاه ونفعه ، وكذلك الماء ، فسبيلك أن تأخذ من الطعام من كلّ صنف منه في إبانه ] أيّامه [ ، وارفع يدك من الطعام وبك إليه بعض القرم ( 3 ) ، ] وعندك إليه ميل [ ، فإنّه أصحّ لبدنك ، وأذكى لعقلك ، وأخفّ على نفسك إن شاء اللّه .
ثمّ كل يا أمير المؤمنين ! البارد في الصيف ، والحارّ في الشتاء ، والمعتدل في الفصلين على قدر


1 - الثرب : الشحم الرقيق الذي يُغَشّي الكَرش والأمعاء . المنجد : 69 . 2 - في بعض النسخ : ومن أخذ الطعام زيادة لم ينفعه . 3 - قَرِمَ قَرَماً إلى اللحم : اشتدّت شهوته إليه . المنجد : 624 .

218

نام کتاب : موسوعة مكاتيب الأئمة نویسنده : الشيخ عبد الله الصالحي النجف آبادي    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست