ولا تحسد المولى إذا كان ذا غنى * ولا تجفه إن كان في المال فانيا ثمّ الخلافة لك من بعدي ، فأنت أولى النّاس بها ، والسّلام ( 1 ) . [ 108 ] - 28 - قال أبو الفرج : فأجابه الحسن بن عليّ : بسم الله الرّحمن الرّحيم أمّا بعد ، وصل إليَّ كتابك تذكر فيه ما ذكرت ، فتركت جوابك خشية البغي عليك ، وبالله أعوذ من ذلك ، فاتّبع الحقّ تعلم أني من أهله ، وعليَّ إثم أن أقول فأكذب ، والسّلام . فلمّا وصل كتاب الحسن [ ( عليه السلام ) ] إلى معاوية قرأه ، ثمّ كتب إلى عمّاله على النّواحي نسخةً واحدةً : بسم الله الرّحمن الرّحيم من معاوية أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان ومن قبله من المسلمين ، سلام عليكم ، فإنّي أحمد إليكم الله الّذي لا إله إلاّ هو . أمّا بعد ، فالحمد لله الّذي كفاكم مؤنة عدوّكم وقتلة خليفتكم ، إنّ الله بلطفه وحسن صنعه أتاح لعليّ بن أبي طالب رجلاً من عباده فاغتاله فقتله ، فترك أصحابه متفرّقين مختلفين ، وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم ، فاقبلوا إليَّ حين يأتيكم كتابي هذا بجندكم وجهدكم وحسن عدتكم ، فقد أصبتم بحمد الله الثأر ، وبلغتم الأمل ، وأهلك الله أهل البغي والعدوان ، والسّلام
1 - مقاتل الطالبيين : 55 ، الفتوح لابن اعثم 4 : 286 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 : 33 ، المناقب لابن شهر آشوب 4 : 31 مختصراً ، بحار الأنوار 44 : 54 ح 6 مع اختلاف واختصار .