وفي حديث آخر له فقال : « يا أبا العباس هل تكون لكم دولة ؟ » [1] . كما سيأتي في حديث خروج الحسين من مكة إلى العراق وممانعة ابن عباس في ذلك قال له الحسين : « أبا العباس إنك شيخ قد كبُرت » [2] ، وفي حديث أبي الزبير عن طاووس قال : « . . . فقلت : يا أبا عباس » [3] . أمّا ألقابه فكثيرة تتفاوت ظهوراً وخفاءً في شياع الاستعمال وعدمه ، ولعل أشهرها هو لقبه ( حبر الأمة ) اللقب الذي كان يلقبّه به جماعة من الصحابة والتابعين ، أمثال أبي بن كعب وهو أحد أصحاب القراءات ، ومحمد بن الحنفية التابعي الجليل ، وأبي نجيح أحد علماء التابعين ورواتهم ومن تلاميذ ابن عباس ، وغيرهم . وربما كان سبب شهرته ما أضفي عليه من قداسته ، حيث روى البلاذري في كتابه أنساب الأشراف في أول ترجمته ( عبد الله بن عباس ) رواية عن ولادته في الشعب ومباركة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) له عندما أتاه عمه العباس بوليده ، وأنه قال : ( يا عم هذا عن قليل ( حبر أمتي ) وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل ) [4] ، وسواء صحت هذه الرواية أم لا فإنّ معناها قد حصل وكان ابن عباس ( حبر الأمة ) وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل .
[1] المعرفة والتاريخ 1 / 535 ، والبداية والنهاية 6 / 245 و 10 / 50 ، وسيأتي ذكر ما جرى في صفحات احتجاجاته . [2] طبقات ابن سعد ( ترجمة الحسين ( عليه السلام ) ) تح الطباطبائي ط مؤسسة آل البيت ، و ص 450 ( ترجمة الحسين ( عليه السلام ) ) الطبقة الخامسة من الصحابة تح محمّد صامل السلمي ط الأولى سنة 1414 ه - . [3] الكنى والأسماء للدولابي 1 / 82 . [4] الأنساب ، نسخة مصورة بمكتبة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) العامة في النجف وعنها مخطوطة بمكتبتي .