وكنيته بأبي العباس ، كانت شائعة الاستعمال ، فقد وردت في جملة من الآثار دعاه بها سيد أهله الإمام أمير المؤمنين كما في قوله : ( يا أبا عباس إذا صليت العشاء الآخرة فألحقني إلى الجبانة . . . ) [1] ، ودعاه الناس أيضاً بها . فعن مجاهد قال : « كان ابن عباس لا يدري ما فاطر السماوات ؟ حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : يا أبا عباس بئري وأنا فطرتها ؟ فقال : خذها يا مجاهد ، فاطر السماوات » [2] . وفي حديث خالد بن المهاجر بن خالد المخزومي أخبر : أنّه بينما هو جالس عند ابن عباس جاءه رجل ، فاستفتاه في المتعة ، فأمره ابن عباس بها ، فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري : مهلاً يا أبا عباس ، فقال ابن عباس : ما هي والله لقد فعل - نكاح المتعة - في عهد إمام المتقين [3] . وخاطبه بها عمر بن الخطاب حين قال له : « يا أبا عباس قد طرأت علينا أقضية عضل فأنت لها ولأمثالها » [4] . وخاطبه بذلك معاوية في حديثه معه بعد وفاة الإمام الحسن ( عليه السلام ) فقال له : « آجرك الله أبا عباس في أبي محمّد الحسن بن عليّ » [5] .
[1] سعد السعود لابن طاووس / 285 . [2] الكنى والأسماء للدولابي 1 / 82 ط حيدر آباد سنة 1322 . [3] المعرفة والتاريخ 1 / 373 وسيأتي الحديث عن فتياه في المتعة في فقهه . [4] فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل برقم 1913 ط مؤسسة الرسالة 1403 . [5] البيان والتبيين 4 / 71 تح - . هارون ، وسيأتي ذكر ما جرى في ذلك المجلس في محاوراته واحتجاجاته .