أيضاً ابن سعد في الطبقات [1] ، وثالثة كان خروجه لصلاة الغداة - الصبح - كما في حديثها الثالث ورواه أيضاً ابن سعد في الطبقات [2] ؟ فأيها الصحيح ؟ أو لا صحيح في المقام . 6 - لماذا خرج النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بعدما أمر أبا بكر بالصلاة مكانه كما يقولون ؟ هل حدث ما يستدعي خروجه وتحمّل العناء حتى خرج يتهادى بين رجلين وهو يجرّ رجليه تخط رجلاه الأرض ؟ سؤال أجابوا عنه بأنّه وجد في بدنه خفّة ، وهذا منهم لا يكاد يصدقه ذو مسكة ، فمن أين أتته الخفّة مع ذلك المرض ؟ وإذا كان - كما يزعمون - وجد خفّة لماذا توكأ على رجلين ولم يكتف بواحد ؟ إذن فجواب الخِفة فيه خِفّة . ويبدو أنّ بعضهم أحسّ بخِفة وزن ذلك الجواب ، فأبتدع حديثاً على لسان الفضل بن عباس - وهو أحد الرجلين اللذين توكأ عليهما النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) - قال فيه : « وكان ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ولد يوم الاثنين ، وبعث يوم الاثنين ، وتوفي يوم الاثنين ، فلمّا كان يوم الأحد ثقل في مرضه فأذّن بلال بالأذان ، ثمّ وقف بالباب فنادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، أقيم الصلاة ؟ فسمع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) صوت بلال ، فقالت فاطمة : يا بلال إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) اليوم مشغول بنفسه ، فدخل بلال المسجد ، فلمّا أسفر الصبح قال : والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فخرج بلال فقام بالباب ونادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمك الله .
[1] نفس المصدر 2 ق 2 / 30 . [2] نفس المصدر 2 ق 2 / 20 .