قال الشافعي : فذكر الله الكتاب والقرآن ، وذكر الحكمة فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة سنّة رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم . وقال : * ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله وَالرَّسُولِ ) * [1] - ثمّ ساق الكلام إلى أن قال : فأعلمهم أنّ طاعة رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم طاعته فقال : * ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) * [2] . واحتج أيضاً في فرض اتباع أمره بقوله : * ( لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ الله الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) * [3] وقوله : * ( وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) * [4] وغيرها من الآيات الّتي دلت على اتباع أمره ولزوم طاعته فلا يسع أحد رد أمره لفرض الله طاعة نبيه » . 2 - ماذا قال ابن حزم ؟ قال ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام : « لا تعارض بين شيء من نصوص القرآن ونصوص كلام النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وما نقل من أفعاله فقال سبحانه خبراً عن رسوله : * ( وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) * [5] ، وقوله تعالى :
[1] النساء / 59 . [2] النساء / 65 . [3] النور / 63 . [4] الحشر / 7 . [5] النجم / 3 - 4 .