* ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) * [1] ، وقوله : * ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ) * [2] . فأخبر ( عزّ وجل ) انّ كلام نبيّه وحي من عنده كالقرآن في أنّه وحي . . . اه - » [3] . 3 - ماذا قال البيهقي ؟ وقال البيهقي بعد احكامه هذا الفصل : « ولولا ثبوت الحجة بالسنّة لما قال صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم في خطبته بعد تعليم من شهده أمر دينهم ( ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فربّ حامل مبلّغ أوعى من سامع ) ثمّ أورد حديث : ( نضّر الله امرؤاً سمع منا حديثاً فأدّاه كما سمعه ، فربّ مبلّغ أوعى من سامع ) » . وهذا الحديث متواتر كما سأبينه . قال الشافعي : « فلمّا ندب رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها ، دلّ على أنّه لا يأمر أن يؤدّى عنه إلاّ ما تقوم به الحجة على من أدي إليه ، لأنّه إنّما يؤديَ عنه حلال يؤتى ، وحرام يجتنب ، وحدّ يقام ، ومال يؤخذ ويعطى ، ونصيحة في دين ودنيا » . ثمّ أورد البيهقي من حديث أبي رافع قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتي الأمر من أمري ممّا أمرتُ به أو نَهيتُ عنه فيقول : لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) » [4] .
[1] الأحزاب / 21 . [2] النساء / 82 . [3] الإحكام في أصول الأحكام 1 / 174 . [4] رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة ، والحاكم ، والبيهقي في دلائل النبوة ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي حسن صحيح ، مشكاة المصابيح 1 / 57 .