قال الواقدي : « وهذا أثبت ممّا روى هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير في سنّه » [1] - يعني قول ابن عباس : توفي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأنا ابن عشر حجج - . كنيته ولقبه : قال ابن الأثير : « إنّما جيء بالكنية لاحترام المكنى بها ، واكرامه وتعظيمه ، كيلا يصرّح في الخطاب باسمه ومنه قول الشاعر : < شعر > أكنيه حين أناديه لأكرمه * ولا ألقّبه والسوءة اللقبا < / شعر > وقال أيضاً : ولمّا كان أصل الكنيَة أن تكون بالأولاد تعيّن أن يكون بالذين ولدوهم ، كأبي الحسن في كنية عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، فمن لم يكن له ابن وكان له بنت كنّوه بها . . . وقال أيضاً : وكذلك فعلوا في إضافة الأبناء والبنات اكراماً واحتراماً لهم بإضافتهم إلى آبائهم مع ترك أسمائهم ، فقالوا ابن عباس وابن عمر لما كان أشرف من ابنيهما ، وكذلك كانوا يقولون للحسين بن عليّّ يا بن بنت رسول الله كرامة له بأمه . . . اه » [2] - هذا عن الكنية أمّا عن اللقب فقد تطور في الاستعمال ، فبعد أن كان مشعراً بالسوءة كما مر في قول الشاعر ، وورد ذلك المعنى في القرآن الكريم حيث قال سبحانه : * ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ) * [3] ، لكنه تطوّر بعد ذلك ، ففي تفسير الآية الكريمة المراد ما يكره من الأسماء والأوصاف لكن بتطور
[1] طبقات ابن سعد 1 / 114 تح د محمّد بن صامل السُلمي . [2] المرصع لابن الأثير / 41 - 43 . [3] الحجرات / 11 .