نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 95
ذكاء الإمام ( عليه السلام ) وفطنته . وتتوارد الأسئلة تترى على الإمام ( عليه السلام ) من علماء عصره فيلقون الجواب حاضراً عنده دون أن يعمل في ذلك فكره . فهذا نافع بن الأزرق ( ت / 65 ه ) زعيم الأزارقة الخوارج يسارع ويتسرّع في سؤال الباقر ( عليه السلام ) عن الله عز وجل متى كان ؟ ظناً منه بأنه سيحرجه بالإجابة ، والإمام يومذاك لم يكن قد أكمل العقد الأول من عمره . ويأتيه الجواب سريعاً مُسكتاً بأن : قل لي أيها السائل : متى لم يكن ، حتى أُخبرك متى كان ؟ ! ! سبحان من لم يزل ولا يزال فرداً صمداً لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً [1] . ويروى أنّ عمرو بن عبيد ، وهو من أئمة الاعتزال ومفكريهم ، وفد على محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) لامتحانه بالسؤال أيضاً ، فقال له : جعلت فداك ما معنى قوله تعالى : ( أوَ لَم يَر الذينَ كَفَرُوا أنَّ السَّماوات والأرضَ كانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) ، ما هذا الرتق ؟ وما هذا الفتق ؟ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كانت السماء رتقاً لا تُنزِلُ المَطر ، وكانت الأرض رتقاً لا تُخرِجُ النبات ، ففتق الله السماء بالقطر ، وفتق الأَرض بالنبات . فانقطع عمرو ولم يعترض بشيء . وعاد إليه مرة أخرى ، وقال : خبّرني جعلت فداك عن قوله تعالى : ( ومَن يَحلُلْ عَلَيهِ غَضَبي فقد هَوَى ) ، ما ذلك الغضب ؟ قال ( عليه السلام ) : العذاب يا عمرو ، وإنما يغضب المخلوق الذي يأتيه الشيء فيستفزه ، ويغيره عن الحال التي هو بها إلى غيرها . فمن زعم أنَّ الله يغيره الغضب والرضا ويزول عن هذا فقد وصفه بصفة المخلوق . وعن أبي بصير قال : كان مولانا أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر ( عليه السلام ) جالساً في الحرم وحوله عصابة من أوليائه ، إذ أقبل طاووس اليماني في جماعة من