نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 93
الآيب ، وموئل الصادي وكهف الملهوف ، ومحطة العابر ، ومنتدى أحكام الشريعة . وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد مسجد قبا ، وهو بعد كلّ هذا وذاك قد ضم ترابه أقدس جسد لأشرف مخلوق عرفته الأرض والسماء . ولهذا كلّه يجد السائل - كلّ سائل - ضالته فيه ومنهم سائل ابن عمر بن الخطاب المندهش من عدم استطاعة شيخ كبير وعجزه عن إجابة سؤاله ، ولابدّ أنه قد علم أنه ابن خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولذا خصه بالسؤال ، ثم يطلب منه إعلامه بالجواب كي لا يبقى جاهلاً به فيأتي السائل إلى الباقر ( عليه السلام ) . فيرى الإجابة حاضرة لديه ، ثم يعود إلى ابن عمر . ليخبره بما جنى من ثمرات السؤال ، فيعلق ابن عمر على ذلك بقوله : إنّهم أهل بيت مفهمون . وأما قول عبد الله بن عطاء المكي : ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة - مع جلالته في القوم - بين يديه كأنه صبيّ بين يدي معلمه [1] ، فَلِما لمس من علوّ مكانة الإمام ورفيع منزلته بين علماء عصره ، وأنه ليس له قرين ولا يدانيه أحد في الفقاهة والمجد ، وأنّى له من قرين ؟ ! وجرياً على العادة في إلقاء الضوء على بعض معالم الشخصيات العظيمة ، لابد وأن ينصبّ حديثنا - عن الإمام الذي نتناول سيرته بالبحث - في هذا الفصل على إبراز بعض المصاديق مصاديق العلمية في معالم شخصية الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ، تبياناً لسموها الشاهق ، وتدبراً فيها ، من أجل العظة ، علّها تعيننا على سلوك درب الذين أنعم الله تعالى عليهم ، فرفعوا راية الهدى خفّاقةً على ظهر هذا الكوكب ، والباقر منهم في الصميم [2] .
[1] المصدر السابق 2 : 160 . [2] سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) 2 : 254 .
93
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 93