نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 92
حتى رأيت ابنه محمد بن علي فأردت أن أعظه فوعظني [1] . فقال له أصحابه : بأي شئ وعظك ؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة ، فلقيت محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، وكان رجلاً بديناً وهو متكئ على غلامين له أسودين أو موليين له ، فقلت في نفسي ، شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ! أشهد لأعظنّه ، فدنوت منه فسلمت عليه ، فسلم علىّ ببُهر وقد تصبّب عرقاً . فقلت : أصلحك الله ، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحال في طلب الدنيا ! لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال ! قال : فخلّى عن الغلامين من يده ، ثم تساند وقال : لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله ، أكف بها نفسي عنك وعن الناس ، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله . فقلت : يرحمك الله ، أردت أن أعظك فوعظتني [2] . وهذا عبد الله بن عمر بن الخطاب يسأل عن مسألة ، فيعجز عن الإجابة عنها - وكذلك كان أبوه من قبل - فيرشد سائلها إلى الإمام الباقر ( عليه السلام ) وهو يومذاك صبي يافع يلازم أباه في مسجد جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الذي لم يكن مسجداً وحسب . بل يمكن القول إنّه كان مدرسة جامعة يلتقي بها المسلمون ومن مختلف الطبقات والأجناس يتداولون به أمور دينهم ودنياهم ، فهو ملتقى
[1] الإرشاد / المفيد 2 : 161 . [2] الارشاد / المفيد 2 : 161 ، ورواه الكليني في الكافي بسند آخر 5 : 73 / 10 ، والطوسي في التهذيب 6 : 325 / 894 ، والمناقب 4 : 201 ، والبحار 46 : 287 ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : 210 .
92
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 92