نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 70
ابن علي خارج ومقتول ، وهو على الحق ، فالويل لمن خذله ، والويل لمن حاربه ، والويل لمن يقتله ، فقال له زيد : " يا جابر لم يسعني أن أسكت ، وقد خولف كتاب الله تعالى ، وتُحُوكِمَ إلى الجبت والطاغوت ، وذلك اني شاهدت هشاماً ، ورجل عنده يسب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقلت : للساب ، ويلك يا كافر اما اني لو تمكنت منك لاختطفت روحك وعجلتك إلى النار ، فقال لي هشام : مه ، جليسنا يا زيد . فو الله لو لم يكن إلا أنا ويحيى ابني لخرجت عليه ، وجاهدته حتى افنى " [1] . وأثنى الامام أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) على عمه ثناءً عاطراً ، ومجّد ثورته الاصلاحية فكان فيما يقول الرواة : قد قال لأصحابه : لا تقولوا : خرج زيد ، فان زيداً كان عالما ، وكان صدوقا ، ولم يدعكم إلى نفسه ، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد ( عليهم السلام ) ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه انما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه وقد دفع ( عليه السلام ) إلى عبد الرحمن بن سيابة ألف دينار وأمره أن يقسمها في عيال من أصيب مع زيد [2] . ولو كانت الثورة غير مشروعة لما صنع ذلك فان شأنه أسمى من أن يندفع وراء التيارات العاطفية . وشجبت بعض الروايات ثورة زيد ، ووسمتها بأنها غير مشروعة ، إلا ان سيدنا الأستاذ الامام الخوئي ( قدس سره ) قد عرض [3] لها فأثبت ان سندها ضعيف لا يمكن التعويل عليها في الطعن بشخصية زيد وثورته . وعلى أي حال فقد أحدثت ثورة زيد تحولاً اجتماعياً وفكريا في المجتمع الاسلامي وهيأته إلى الثورة على الحكم الأموي فلم تمر إلا سنين