نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 46
فهذا عبد الملك بن مروان - على سبيل المثال - الذي يدّعي البعض أنه كان يحاول أن يكون أقل عنفاً من أسلافه مع العلويين ، فيقال إنه كتب إلى عامله في الحجاز كتاباً جاء فيه : جَنِّبني دماء آل أبي طالب ، فإني رأيت آل حرب لما تهجموا بها لم ينصروا . وإذا صح عنه أنه كان أرفق بالعلويين وشيعتهم من أسلافه ، فذلك لأنه قد أدرك مدى الاستياء الذي خلّفته سياسة معاوية وولده يزيد معهم ، وما ترتّب عليها من الانتفاضات في مختلف أنحاء الدولة لا سيما وقد ظهر منافسه الجديد - عبد الله بن الزبير - في الحجاز ، واتسعت أطماعه للعراق وغيرها من المناطق ، لكن هذه الظاهرة من عبد الملك لم ترافقه طيلة حكمه ، فما أن تم له القضاء على خصمه ابن الزبير حتى كتب إلى عمّاله وأمرهم بالشدة والقسوة على شيعة أهل البيت ، وأمر الحجاج بأن يذهب إلى العراق وقال له : احتل لقتلهم فقد بلغني عنهم ما أكره ، وإذا قدمت الكوفة - وهي مركز التشيع - فطأها وطأة يتضاءل لها أهل البصرة [1] . وراح هذا الطاغية السفاك يراقب تحركات الإمام وتصرفاته ، ويبث العيون لرصد ارتباطاته بالموالين له من الأمة ، واتخذ بعض الإجراءات الوقائية للحد من لقاء جماهير الشيعة بإمامها ؛ لكنه غفل - وكذا : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قلُوُبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ ) [2] - عن أن حب آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والولاء لهم إنما هو في ضمير ووجدان محبيهم لا يزيله التضييق والإرهاب والقسوة ، بل ذلك ما يزيده إلاّ عمقاً ورسوخاً وصلابة . هذا مع المتساهلين مع أهل البيت النبوي ( عليهم السلام ) وشيعتهم ، فما ظنك بالعتاة المتشدّدين . . كالطاغية الحقود هشام بن عبد الملك ، الذي ورث حقد أسلافه على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وآله الأطهار ، إذ ما فتئ يتربص بالإمام الدوائر ويتحيّن الفرص لأذاه والنيل منه ، والبطش به ، حتى دس للإمام ( عليه السلام ) السم المُثمَّل فقتله .
[1] سيرة الأئمة الاثني عشر / هاشم معروف الحسني : القسم الثاني 211 . [2] سورة النحل : 16 / 108 .
46
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 46