نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 364
الخلق والأمر ، تبارك الله رب العالمين . ويلك أيها السائل ! ! ان ربي لا تغشاه الأوهام ، ولا تنزل به الشبهات ، ولا يحار ، ولا يجاوزه شئ ، ولا تنزل به الاحداث ، ولا يسأل عن شئ ، ولا يندم على شئ ، ولا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما ، وما تحت الثرى " . وألمّت هذه القطعة الذهبية من كلام الامام العظيم بأزلية واجب الوجود وتوحيده ، وتنزيهه عن المشابهة لمخلوقاته التي يحدها الجنس والفصل والتي تخضع في وجودها وعدمها إلى العلة ، وتفتقر إلى الزمان والمكان وتعالى الله عن جميع ذلك فإنه الأول والآخر ، والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم . وقد سئل بعض المحققين عن الله ، ما هو ؟ فقال : الأوحد ، فقيل له : كيف هو ؟ فقال : ملك قادر ، فقيل له : أين هو ؟ فقال : بالمرصاد ، فقال السائل : ليس عن هذا أسألك ، فقال : ما أجبتك به هو صفة الحق فأما غيره فصفة الخلق . لقد أرادوا أن يتعرفوا على ذات الله تعالى حتى كأنه شئ من الأشياء التي تخضع للحواس وسائر المدركات العقلية ، ولم يعلموا أن الله تعالى فوق ما يدركه العقل ، وفوق ما تتصوره الأوهام ، لا إله إلاّ هو الحي القيوم . وعلى أي حال فان كلام الامام ( عليه السلام ) قد عرض لأدق المسائل الكلامية التي لم يطرقها أحد من متكلمي المسلمين وفلاسفتهم سوى جده الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) اما الإحاطة بكلام الامام ( عليه السلام ) وإيضاحه فإنه يحتاج إلى دراسة مفصلة ، وقد عني فلاسفة الاسلام بالاستدلال على النقاط التي وردت في حديث الامام [1] .
[1] عرض لذلك بصورة موضوعية الفيلسوف الإسلامي الكبير صدر الدين الشيرازي في كتابه ( الشواهد الربوية ) .
364
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 364