نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 352
السؤال والاستفتاء عن شؤون دينهم كما يقول الراوي فلم يبرح المكان حتى أجاب عن ألف سؤال ، ولا نتصور أن الألف سؤال شئ قليل ، إنما هذا أمر عظيم يبيّن لك بالإضافة إلى ما قدّمنا ، شدة الجدب الفقهي الضارب في أوساط الأمّة الإسلامية آنذاك . ومقطوعة أخرى وليست أخيرة تبيّن ما ذهبنا إليه ، حتى على صعيد الشيعة وأحكامها الدينية بشكل عام ، وليس الحج فقط بل شمل الجهل مسائل الحلال والحرام أيضاً ، ينقلها لنا ثقة المحدِّثين الشيخ عباس القمي [1] ، فلنستمع إليه يقول : كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر ( عليه السلام ) وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ( عليه السلام ) ففتح لهم وبيّن لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس . كان هذا هو حال الأمة بشكل عام وعلى أي حال فإنه لمّا لم يكن في العالم الإسلامي في ذلك العصر من هو أدرى بشؤون الشريعة وأحكام الدين غير الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، فقد أسرع إلى الأخذ من علومهما أبناء الصحابة والتابعون ، ورؤساء المذاهب الإسلامية كأبي حنيفة ومالك وغيرهما ، وقد تخرج على يد الإمام أبي جعفر جمهرة كبيرة من الفقهاء - كما مرَّ بك آنفاً - كزرارة ومحمد بن مسلم وأبان بن تغلب ، وإليهم يرجع الفضل في تدوين أحاديث الإمام ( عليه السلام ) كما كانوا من مراجع الفتيا بين المسلمين كأبان بن تغلب بن رباح الذي عقد له الإمام الباقر ( عليه السلام ) منصب الفتيا ، فقال له : اجلس في مسجد المدينة وافت الناس ، فإني أحب أن يُرى في شيعتي مثلك . وكان أبان مقدماً في كل فن من العلوم ومنها : الفقه والحديث والأدب واللغة والنحو . وقد ألف في ذلك كتباً كثيرة ، منها كتاب في تفسير غريب القرآن ،