نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 351
بلاد الشام من لا يعرف عدد الصلوات المفروضة . فكان العلماء يرون سنة مخصوصة في ذلك ، وكانت الحكومة ترى رأياً مخالفاً ، وعلى هذا جاء الحديث " سيأتي في آخر الزمان أُمراء يميتون الصلاة ، فأدوا الصلاة في وقتها " . فالحكام الأمويون لم يكن لهم أدنى اهتمام بأمور الدين سوى بعض المظاهر من صلاة الجمعة أحياناً وصلاة العيدين ، وأما الشعب - وأكثرهم على دين ملوكهم - فكان في الواقع قليل الفهم والمعرفة للفقه ومسائل الدين ، ولم يكن يعرف من هذه الشؤون إلاّ أهل المدينة وحدهم . فهذه هي الحقيقة ، وهناك أمثلة ودلائل عديدة شاهدة على حالة المجتمع الاسلامي هذه ، وتتجلى هذه الحالة بشكل واضح في موسم الحج الأكبر حيث اجتماع المسلمين من مختلف الأمصار الإسلامية ونستدل على ذلك من رواية عبد الرحمن بن كثير قال : حججت مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس فقال : ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ؟ ! [1] وموقف آخر يمكن ان يكون دليلاً يُستشف منه تلك الحالة المتدنية من عدم فهم السنة وأحكام الدين وهو في موسم الحج أيضاً إذ ينقل بعض من شاهده أيام الموسم فيقول : انثال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات ، ويستفتحون أبواب المشكلات ، فلم يرم حتى أفتاهم في الف مسألة ثم نهض يريد رحله [2] . ودع عنك مكانة الإمام وشعبيته واشتياق الناس لرؤيته ، ونفوذه الواسع في قلوب المسلمين ، كما قدّمنا في أول الفصل ، فإن تعبير المشاهد بانثيال الناس وهو انصبابهم وتجمهرهم عليه لا للمشاهدة والسلام فحسب ، بل لأجل
[1] بحار الأنوار / المجلسي 27 : 181 . [2] المصدر السابق 46 : 259 .
351
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 351