responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 32


ومن عظيم اخلاق الإمام ( عليه السلام ) تجرده عن كل نزعة مادية أو ذاتية ، فكان في سلوكه يمثل الروح الإسلامية ، وهدفه هداية الناس وغايته تهذيب أخلاقهم .
وقد اجمع المؤرخون على ان أكثر أوقاته ( عليه السلام ) كان مشتغلاً بها ذكر الله تعالى في عبادته وتهجده ، وكان يقضي لياليه ساهراً في صلاته ومناجاته شأنه في ذلك شأن آبائه الطاهرين الذين هم مصابيح الهدى واعلام التقى ، أما زهده في الدنيا وابتعاده عن جميع ملاذ الحياة وزخرفها فيتمثل باتجاهه بكل كيانه بقلبه وعواطفه إلى الله سبحانه وتعالى ، فلم ينقَدْ لأِية نزعة من نزعات الهوى ، وانما تحرر منها كاملاً ، ولم يَعد لها أي تأثير وسلطان عليه .
لقد كانت سيرة الإمام ( عليه السلام ) تحاكي سيرة جده الرسول الأعظم وسيرة آبائه الطاهرين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، في جميع مكوّناتها وذاتياتها .
ولقد أُمتحن الإمام ( عليه السلام ) وهو في غضارة الصبا ولما يبلغ الخامسة من عمره الشريف امتحاناً شاقاً وعسيراً ، فقد شاهد الرزايا والمحن التي مرت على جده الإمام الحسين وأبيه وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأصحابهم من صنوف المصائب والرزايا في كربلاء أرض الطفوف ، يوم عاشورا من قتل وتنكيل وما جرى بعدها من الأسر مصحوبا بالذل والهوان ، وغير ذلك من الكوارث التي من هولها تذوب القلوب وتنهد الجبال ، فقد تركت في نفسه تلك الكوارث والحوادث المؤلمة اللّوعة والأسى ، وجرحاً لا يندمل طول حياته ( عليه السلام ) ، فلم يهنأ بعيش ولم تطب له الحياة .
ومن الكوارث التي تركت أثرها العميق في نفسه الشريفة وهو لا يزال في غضارة الصبا ، واقعة الحرة في المدينة المنورة ، التي انتهك فيها الجيش الأموي بقيادة المجرم مسرف بن عقبة بأمر من طاغيته يزيد الخمور والفجور مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فهتك الاعراض ، وأزهق النفوس والأرواح لا سيما الأطفال والشيوخ منهم ، ونهب الأموال ، وأباح المدينة ثلاثة أيام بلياليها لجنده ، ولم تبق حرمة للهِ ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) إلاّ انتهكها ، ولم ينج من أهوال تلكم الكوارث

32

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست