نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 31
وقد قاموا بدور بنّاء في تدوين الحديث ، كما اخذوا يلقون على البعثات الدينية ما رووه عنه . ولم يقتصر الإمام ( عليه السلام ) في تدريسه ، وبحوثه ، ومحاضراته ، على الفقه والحديث ، والأصول الإسلامي فحسب ، وانما خاض النواحي الأُخرى من العلوم ، كالفلسفة وعلم الكلام ، والطب ، والاخلاق وغيرها ، واما تفسيره للقرآن الكريم فقد استوعب اهتمامه كله ، وقد دون أكثر المفسرين ما يذهب اليه في تفسيره وما يرويه عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وتحدث ( عليه السلام ) بصورة موضوعية وشاملة عن السيرة النبوية ، وشرح سيرة جده الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وحروبه ومغازيه ، كما روى الكثير من فصول واقعة كربلاء . روى عنه ابن هشام ، والواقدي ، والحلبي ، وغيرهم من المدونين للسيرة النبوية ، وما يتعلق بآداب السلوك ، وحسن الأخلاق ، وما يتصف به المسلم من الصفات الحميدة التي تجعله أنموذجاً وقدوة لغيره . كما روى عنه بصورة شاملة الأحداث التاريخية التي جرت في العصر الإسلامي الأوّل . الطبري في تاريخه ، والبلاذري في أنسابه . وغيرهم ، وناظر ( عليه السلام ) بعض العلماء من النصارى ، والأزارقة ، وجادل الملحدين ، وقاوم الغلاة ، وقد خرج من مناظراته منتصراً ظافراً قد اعترف له الخصم بقدراته العلمية ، والعجز عن مجاراته . ولقد ترك الإمام ( عليه السلام ) ثروةً فكريةً هائلةً تعد من أنفس ذخائر الفكر الإسلامي ، ومن كنوز الثروات العلمية في العالم ، وكان ( عليه السلام ) من عمالقة الفكر والعلم ، ومن ابرز أئمة المسلمين ، وقد أوقف حياته كلها لنشر العلم وإذاعته بين الناس ، فقد أسس مدرسته في يثرب ، فكانت كالبحر الزاخر يغذي طلابه من رجال الفكر ، ورواد العلم بفقهه وعلمه ، على أساس ما بناه أبوه الإمام زين العابدين السجاد ( عليه السلام ) . وليس بمقدور الباحث أو المحقق تسجيل جميع مآثره من العلوم والمعارف ، فان ذلك يستدعي وضع عدة مجلدات ، ولذا أشرنا إلى بعضها ، على سبيل المثال .
31
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 31