نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 311
شؤون العقيدة والدين ، ويستلهم من فيض الإمامة مواقع خطواته المتئدة بثبات وصبر في البناء الفكري والعقيدي لرواد مدرسته أولاً ، وللأُمة الإسلامية بصورة أعم ثانيا . ولم تخل مسيرة الإمام التغييرية هذه في بعض مقاطعها من مجابهة تصل إلى درجة التحدي العلني وأثناء تواجد رأس الدولة الحاكم آنذاك ، فقد روى الطبري الصغير في دلائل الإمامة : أنّ هشام بن عبد الملك حجّ سنة من السنين ، وكان قد حجّ في تلك السنة محمد بن علي الباقر وابنه جعفر الصادق ( عليهم السلام ) ، فقال جعفر ( عليه السلام ) في بعض كلامه : الحمد لله الذي بعث محمداً بالحق نبياً ، وأكرمنا به ، فنحن صفوة الله على خلقه ، وخيرته من عباده . فالسعيد من اتّبعنا ، والشقيّ من عادانا وخالفنا ، ومن الناس من يقول إنه ليَولاّنا وهو يوالي أعداءنا ومن يليهم من جلسائهم وأصحابهم ، فهو لم يسمع كلام ربنا ولم يعمل به . قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) فأخبر مسيلمة أخاه [ هشاماً ] بما سمع ، فلم يعرض لنا حتى انصرف إلى دمشق ، وانصرفنا إلى المدينة ، فأنفذ بريداً إلى عامل المدينة بإشخاص أبي وإشخاصي معه [1] . . - الخبر - فمن خلال هذه الرواية يتبين لنا أنّ الإمام ( عليه السلام ) قد خطط مسبقاً لهذا الحدث المهم والخطير للغاية ، فانتخاب الزمان والمكان لم يكن أمراً عفوياً وكذلك اختيار الخطيب المتحدث . فالزمان موسم الحج الأكبر ووقت اجتماع أكبر حشد من الأُمة الإسلامية ومن مختلف الأقطار ، بالإضافة إلى تواجد الطاغية الحاكم هشام بن عبد الملك ، وأما المكان وأكرم به من موضع فهو المسجد الحرام ، قبلة المسلمين ومحط انظار العالمين . ولشدة تحرز الإمام وتحفظه على استمرارية خط الإمامة ، فقد أحسن الاختيار - في تقديرنا - بانتدابه وَلَدَهُ جعفراً الصادق ( عليه السلام ) للقيام بمهمة