نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 310
بالوالدين ، وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير ، وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء [1] . وفي مناسبة أُخرى يحدد الامام الباقر ( عليه السلام ) موقع الفرد الشيعي ولاءً من المجتمع بصورة عامة ، والشيعي الهاشمي انتساباً بشكل خاص على اعتبار اتصالهم نسباً بآل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونظرة العوام إليهم نظرة خاصة ، فيقول ( عليه السلام ) في جمع من بني هاشم وغيرهم : اتقوا الله شيعة آل محمد وكونوا النمرقة [2] الوسطى يرجع إليكم الغالي ، ويلحق بكم التالي ، قالوا له : وما الغالي ؟ قال : الذي يقول فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، قالوا : فما التالي ؟ قال : الذي يطلب الخير فيريد به خيراً ، والله ما بيننا وبين الله قرابة ، ولا لنا على الله من حجة ، ولا نتقرب إليه إلاّ بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعاً لله ، يعمل بطاعته ، نفعته ولايتنا أهل البيت ، ومن كان منكم عاصياً لله ، يعمل بمعاصيه ، لم تنفعه . ويحكم لا تغتروا - قالها ثلاثاً [3] . وأخيراً يصنف الإمام شيعتهم إلى أصناف ثلاثة لا رابع لها فيقول : شيعتنا ثلاثة أصناف : صنف يأكلون الناس بنا ؛ وصنف كالزجاج يتهشم ؛ وصنف كالذهب الأحمر كلما أُدخل النار ازداد جودة [4] . هكذا بدأ الإمام أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) خطواته التغييرية الأُولى ، فكان يخطط بوحي من عمق إدراكه لواقع الأُمة الآخذ بالانحدار نحو الانحراف والسقوط ، والمبتعد تدريجياً عن قيم الرسالة ومفاهيم الإسلام العظيم فضلاً عن
[1] المصدر السابق : 295 . [2] النمرقة : الوسادة الصغيرة يُتكأ عليها . وهو إشارة منه ( عليه السلام ) إلى أن يكونوا في موقع يفزع إليهم الناس في المهمات والمسلمات ، مع امتلاكهم لمقومات الرجوع إليهم . [3] كشف الغمة / الأربلي 2 : 362 . [4] كشف الغمة / الإربلي 2 : 345 .
310
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 310