responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 312


توضيح المفهوم الشيعي عن أهل البيت ( عليهم السلام ) وسط الألوف من الناس المحتشدة في المسجد ويقول لهم بكل صراحة وحزم بأنهم هم أصحاب الزعامة الروحية والاجتماعية في المجتمع ، وهم وارثوه الحقيقيون ؛ لأنهم هم وحدهم الذين يتمتعون ويمتلكون صفات القيادة الجماهيرية وخصوصياتها دون غيرهم .
وإشارة أبي عبد الله الصادق إلى ذلك الصنف من الناس الذين يدّعون الولاء بألسنتهم ، وقلوبُهم تميل إلى غيرهم ، هو - بتحليلنا للحدث - تعريض واضح بهشام بن عبد الملك وبتلك الزمرة المتملقة المحتفّة بالحاكم الظالم أو المتقربة إلى حاشيته بل وحتى إلى أصدقاء جلسائه أو خدمه ، وذلك لما رأى الإمام ، على ما يبدو ، من تكالب الناس على فتات مائدة السلطان ، فتصدى الإمام الصادق ( عليه السلام ) لهذه المهمة وبادر بالقيام في توضيح هذه المسألة وتنبيه الأُمّة إليها ، وهزها هزاً عنيفاً يتغير معه الواقع السياسي والفكري المُعاش . لأنّ الانحراف السياسي الذي بدا بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مباشرة ، أخذ في هذه الفترة يتبلور إلى تيار فكري يسير باتجاه معاكس للمبدأ الفكري الذي وضعه النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبنى عليه بنيانه ، وسار أئمة الدور الأول على وفق منهاجه .
هذا الاتجاه الفكري الجديد المتمثل بمبدأ الإقرار والتسليم بالقيادة السياسية للصحابة من المهاجرين والأنصار ثم للتابعين وتابعيهم ، أما القيادة أو المرجعية الفكرية كمرجعية رسمية فإنها بقيت معطلة وشاغرة ؛ وذلك لعدم امتلاك الحكام السياسيين إمكانية وكفاءة ملء هذا المنصب ، وعدم وجود أحد من علماء ذلك العصر كان يليق به أو كان كفأً لشغل ذلك المنصب الحساس والخطير في نفس الوقت .
من هنا برزت الحاجة إلى مرجعية فكرية تساير وتستوعب الظروف والتطورات الجديدة والمسائل الكثيرة التي ظهرت على مسرح الواقع نتيجة اتساع الحياة الاسلامية بجميع أبعادها ، وانفتاح الدولة الاسلامية على شعوب

312

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست