نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 30
المرجع الأوّل ، والمعلم الفذ ، والقائد الملهم لهذه الأمة في مسيرتها الثقافية في عصره ، وقد سار بها خطوات واسعة في ميادين البحوث العلمية مما اعتبره الروّاد حجر الزاوية وعاملاً جوهرياً في إنعاش وتقدم وازدهار الحياة العلمية الإسلامية ، وتكوين حضارتها المشرقة للأجيال الصاعدة . وكان من أهم ما عَنى به الإمام أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) نشر فقه آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) الذي يحمل روح الإسلام وجوهره ، وتفاعله مع الحياة فسهر على احيائه وشيّد مدرسته الكبرى التي زخرت بكبّار الفقهاء والمجتهدين أمثال أبان بن تغلب وجابر الجعفي ، ومحمد بن مسلم ، وبُرَيدَة ، وأبي بصير الأسدي ، والفُضَيل بن يسار ، وزرارة بن أعين ، ومعروف بن خربوذ وغيرهم وهم الذين أجمع العلماء على تصديق أقوالهم والإقرار لهم بالفضيلة والفقه وصدق الحديث واليهم يرجع الفضل في تدوين أحاديث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهم من الأصول الأربعمائة ، ولولاهم لضاعت تلكم الثروة العلمية ، والتراث الحضاري ، والفكر النيّر الذي استنار به العالم الإسلامي من بعدهم . وتعتبر مدرسة الإمام الباقر ( عليه السلام ) حَجَر الزاوية وإحدى المدارس الأساسية لفقهاء شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) واستنباطهم للاحكام الشرعية . والذي يدعو إلى الاعتزاز في تبني الإمام ( عليه السلام ) مثل هؤلاء الفقهاء والإشادة بهم وتعزيز مراكزهم ، وارجاع الأمة إلى فتاواهم ، قوله ( عليه السلام ) لأِبان بن تغلب : اجلس في مسجد المدينة ، وافتِ الناس فإني أُحِبُ أن يُرى في شيعتي مثلك " [1] . كما قام الإمام ( عليه السلام ) بتسديد نفقات طلابه وما يحتاجون إليه في حياتهم المعاشية ليتفرغوا إلى تحصيل العلم ، والتفقه فيه ، وضبط قواعده وتدوينه ، وعهد من بعده إلى ولده الإمام الصادق ( عليه السلام ) برعايتهم والإنفاق عليهم ، حتى لا تشغلهم الحياة المادية المعاشية عن القيام بأداء مهامهم .