نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 304
أجل أن يلقي عليه السؤال . كل هذه الدلائل وغيرها ، تشير إلى دقة تخطيط الإمام ومدى تعاطفه ونفوذه الواسع مع الأُمّة ، الأمر الذي أدى إلى ردود فعل مختلفة في كثير من البلدان ، خاصة عاصمة الحكم آنذاك . هذا الرصيد من التعاطف الجماهيري ، والنفوذ الواسع ، ورثه الإمام الباقر ( عليه السلام ) من تلك الجهود والتضحيات التي تجسدت في أعمال أئمة المرحلة الأُولى ، ونفس هذه الجهود والتضحيات أتاحت لأئمة هذه المرحلة العمل على إبراز وإعطاء الإطار التفصيلي والواضح للتشيع . ولا يفوتنا ونحن نتحدث عن جامعة أهل البيت التي أسسها الإمام الباقر ( عليه السلام ) أن نشير إلى أنّ المهمة التي قام بها الإمامان الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، التي أعطت تلك النتائج الكبرى ، هي من أُولى المهمات التي تعني كل واحد من أئمة أهل البيت ، ولكن الظروف التي تهيأت للإمامين الباقر والصادق لم تتهيأ لغيرهما من الأئمة ( عليهم السلام ) ، ذلك لأن سني إمامة الباقر ( عليه السلام ) قد رافقتها بوادر النقمة العارمة على سياسة الأمويين والدعوة في مختلف الأقطار للتخلص منهم . وكان سوء صنيعهم مع العلويين من أقوى الأسلحة بيد خصومهم الطامعين بالحكم ، مما دعاهم إلى اتخاذ موقف من الشيعة وأئمتهم أكثر اعتدالاً مما كانوا عليه بالأمس . نعم ، الظروف التي مرت على الإمام الباقر ( عليه السلام ) كانت مواتية ، فقد كانت الدولة الأموية في نهايتها ، واهية البنيان ، منهدّة الأركان ، فاستغل الإمام الفرصة ونشر ما أمكنه نشره من العلوم والمعارف ، ولو أنه ( عليه السلام ) كان يتبرم لانعدام من يستطيع حمل علومه وآثاره التي قالوا عنها أنها أمر صعب مستصعب ، فقد روي عن الباقر ( عليه السلام ) قوله : لو وجدت لعلمي [ حملة ] لنشرت التوحيد والإسلام والدين والشرائع من الصمد ، وكيف لي ولم يجد جدّي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حملة
304
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 304