نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 305
لعلمه [1] ؟ كما استغل ولده الإمام الصادق ( عليه السلام ) من بعده انشغال الدولة الأموية بقمع الانتفاضات والثورات هنا وهناك ، وفي ظل هذه الظروف انتهز العباسيون الفرصة وتصدروا الثورة وقادوها لصالحهم ، بعدما رفعوا شعارهم الذي يدعون فيه إلى الرضا من أهل البيت زوراً وبهتاناً ، فاندفع الثوار من الشيعة الموالين لآل البيت النبوي بمؤازرتهم وتصديق دعواهم ، وانخرطوا في الجيش الزاحف من خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني على بغداد ودمشق ، لإسقاط الدولة الأموية . ولمّا جاء عهد الإمام الصادق ( عليه السلام ) كانت الدولة الأموية تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وتعاني من انتصارات خصومها الأقوياء العباسيين هنا وهناك ، وبالتالي تقلّص ظلها ، وتم الأمر أخيراً للعباسيين ، وقامت الحكومة الجديدة على حساب العلويين . في هذه الظروف الخاصة انطلق الإمامان الباقر والصادق ( عليهما السلام ) لأداء رسالتهما وتم لهما ذلك بين عهدين : عهد زوال الحكم الأموي ، وعهد تثبيت أقدام العباسيين في الحكم ، وإرساء قواعد حكومتهم ، علماً بأن مثل هذه الظروف الخاصة لم تتهيأ لأحد من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) قبل الإمامين ولا من بعدهما . ولما استتب الأمر للعباسيين - الذين تستروا بشعار أهل البيت وشيعتهم - عادوا يمثلون أقبح الأدوار التي مثلها الأمويون معهم حتى قال قائلهم : يا ليت جور بني مروان دام لنا * وليت عدل بني العباس في النار ولو أُتيح للأئمة ( عليهم السلام ) بعد علي ( عليه السلام ) أن ينصرفوا إلى الناحية التي اتجه لها الإمامان الباقر والصادق لكان فقه أهل البيت هو الفقه السائد والمعمول به عند عامة المسلمين ؛ لأنه من فقه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأمير المؤمنين كان صاحب