نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 302
عن ساعد الجد لاستكمال ما بدأه الإمام السجاد في عمله التغييري المقدام ، من خلال تبنّيه السياسة التعليمية المعطاءة ، ومارس نشاطاً تثقيفياً على أعلى المستويات ، من أجل رفد الحركة التغييرية بمزيد من ( الكوادر ) الرسالية الواعية . واستقطب نشاط الإمام المكثف الكثير من رواد المعرفة الإسلامية ، وشُدّت إليه الرحال من جميع أطراف الدولة الإسلامية المترامية ، تلامذة ومحاورون وطالبوا علم ، وقصده أغلب رجالات الفكر من معتزلة ومتصوفة وخوارج وسواهم ، للمناظرة أو للإصابة من فيض علمه المتدفق [1] . وفي هذا المقام يمكن اعتبار جهود الإمام الباقر ( عليه السلام ) استمراراً وتصعيداً لبناء بدأه آباؤه السابقون ، مستفيداً من المكاسب التي حققوها في هذا المضمار . فالخط التاريخي المتمثل بتضحيات وجهود أئمة المرحلة الأُولى أكسب الإمام الباقر ( عليه السلام ) المكانة الرائدة عند الأُمة الإسلامية ، وجعلها تتطلع إليه - كما أشرنا إلى ذلك - كرائد أوحدي ، وأمين على دينها وعقيدتها ، لما يمتلك من مؤهلات علمية ورسالية ، فهذه المكانة عرفناها من خلال نصوص تاريخية كثيرة . في سؤال لهشام بن عبد الملك لما حج في ذلك العام ، فقال : من هذا ؟ مشيراً إلى الإمام ، فقيل له هذا من افتتن به أهل العراق ، هذا إمام أهل العراق . وفي رواية حبابة الوالبية حين قالت : رأيت رجلاً بمكة بين الباب والحجر على صعدة من الأرض . . انثال عليه الناس يستفتونه عن المعضلات ويستفتحونه أبواب المشكلات ، فلم يرم حتى أفتاهم في ألف مسألة ثم نهض يريد رحله ومناد ينادي بصوت مهل : ألا إن هذا النور الأبلج . . . وآخرون يقولون من هذا ؟ فقيل : محمد بن علي الباقر عن العلم والناطق عن الفهم الإمام محمد
[1] سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته 2 : 268 .
302
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 302