نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 301
الأُمة تتطلع إليه بوصفه واحداً من أبناء أولئك الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم لكي يوقفوا موجة الانحراف التي كادت أن تطمس معالم الإسلام ، فهم وقفوا وضحّوا من أجل ان يفهم المسلمون أن حكامهم الذين يحكمون باسم الإسلام ، بعيدون كل البعد عن تطبيقه حتى أصبحت مفاهيم الكتاب والسنة في واد ، والحكام المنحرفون في واد آخر . إن مهمة كشف الحكام وواقعهم المنحرف وَبُعدِهم عن الإسلام كانت من مهمة أئمة المرحلة الأُولى ، وقد أُنجزت وتمت بنجاح من خلال جهودهم وتضحياتهم ( عليهم السلام ) . وجاء دور الإمام الباقر ( عليه السلام ) ليستثمر تلك المعاناة والجهود ويوضح للمسلمين أن تلك الإنجازات الكبيرة والتضحيات العظيمة لم تكن في وقت من الأوقات ، مجرد أعمال شخصية وعفوية قام بها أشخاص لنصرة الإسلام ، تدفعهم لذلك دوافع الغيرة على الإسلام فحسب ، بل إنها وجه واحد من وجوه النشاط الذي اتجه لبناء تكتل واع يؤمن بالإسلام إيماناً صحيحاً واعياً ، وأن لهذا التكتل معالم وشروطاً خاصة ، ونظرة متميزة يحملها في مختلف شؤون الحياة الإسلامية [1] . وإذا تتبعنا عصر الإمام الباقر ( عليه السلام ) وجدنا أن نحو ثلثي فترة إمامته ( عليه السلام ) قد مالت إلى حالة تجميد الصراع مع السلطات المنحرفة نوعاً ما ، إبتداءً من أواخر حكم الوليد بن عبد الملك حتى السنوات الأُولى من حكم هشام بن عبد الملك ، فقد كان الحكام الذين سبقوا هشاماً منشغلين إما بألوان الترف واللهو والمجون ، أو بتصفية بعضهم بعضاً . وللتاريخ نستثني فترة حكم عمر بن عبد العزيز ، الذي سلك سياسة منفتحة مؤطّرة بكثير من أُطر الإنصاف . ولقد أفاد الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) كثيراً من تلك الأوضاع السياسية ، فشمّر